الجزء السابع
يقول ( لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة ) قال : ( فينزل عيسى بن مريم عليه السلام فيقول أميرهم : تعال صل لنا . فيقول : لا ، إن بعضكم على بعض إمراء، تكرمة الله لهذه الأمة ) رواه مسلم
يقول بعض علماء الدين السنة بان المهدى المنتظر - وهو ليس بالمهدى امام الشيعة الغائب - سوف يعتمد فى بسط سلطانه وجهاده فضلا عن تاييد الله وعونه عصابة من المؤمنين لايجمعهم جامع قومى او مشترك لغوى بل جامعة العقيدة الاسلامية وعليه فستقوم على يده حكومة الله بلون جديد وبعث جديد ويقول العلامة المودودى امير الجماعة الاسلامية فى باكستان انه سينشىء مذهبا جديدا للفكر قائما على اسس الاسلام الخالص ويقلب عقلية الناس حيث يقول ( وان النظر فى التاريخ الاسلامى يدل على انه لم يولد فى الامة الاسلامية مجدد كامل حتى الان ولذلك لايزال المجدد الكامل المستوفى الشروط غير مشغول بعد ولكن العقل والطبيعة وسير الاحوال كل ذلك يقضى ويتطلب ان يظهر مثل هذا الزعيم فيجدد الدين فى شعبه وفى جميع نواحيه سواء اكان ظهوره فى هذا الزمان او بعد الف دورة من دورات الحدثان. وذلك الزعيم الذى يسمى المهدى والذى جاء الحديث النبوى بنبؤات واضحة فيه ان المهدى سيجتاز من مراحل الكفاح والجهد والسعى الشديد مايضطر الى اجتيازه كل زعيم انقلابى وانه سينشىء مذهبا جديدا للفكر قائما على اسس الاسلام الصحيحة ويقلب عقلية الناس ويبعث حركة قوية ثقافية وسياسية وستهب بوجهه الجاهلية بجميع قواها ومقدراتها تعارض دعوته وتقاوم حركته ولكنه سيوفق اخر الامر للقضاء على سلطتها ويشيد دولة اسلامية موطدة الدعائم تجرى فى هيكلها بجانب روح الاسلام الخالصة وبجانب اخر يبلغ رقيها فى العلوم التجريبية والطبيعية ذروة الكمال مصداقا لما جاء فى الحديث الشريف (يرضى عنها سكان السماء وسكان الارض لاتدع السماء من قطر الا صبته ولاتدع الارض من نباتها مبركاتها شيئا الا اخرجته ) ليملاْ الارض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما
ظهر مهدي السّنّة في القرن الثّاني للهجرة أي بعد بداية تدوين النّص النّبويّ، ولم يكــن له ظهور في عهد النّبي ولا تحدّث عنه صحابة رسول الله عليهم رضوان الله، إلاّ ما نُسب إليهم، وبرغم هـذا، فإنّ الفكرة انتشـرت انتشار النّار في الهشيم ،ولكن لو رجعنا الى الوراء قليلا سنجد ان هذه الفكرة اخترعت في عهد الدولة الاموية . وقد نشأت فكرة المهدى المنتظر على يد الشيعة بعد الفتنة التى وقعت بين المسلمين واقتتال أنصار على ومعاوية . وقد انتهى هذا القتال باستقرار الأمر لمعاوية . وبعد مقتل علي بن ابي طالب ، وذهاب الخلافة منهم اخترع الشيعة فكرة المهدى المنتظر ، وراجت فكرة الرجعة عند الشيعة والتى تقول برجعة الطفل محمد حسن العسكرى . وأن رجعة هذا الطفل ستكون رجعة خير وليملأ الأرض عدلا ، ومازالوا ينتظرونه حتى يومنا هذا ، في الحقيقة دخلت كثير من الاساطير اليهودية في افكار الشيعة ، أن فكرة الرجعة مأخوذة من اليهودية والنصرانية من عقيدة أن النبى " إيليا " قد رفع إلى السماء وأنه لابد أن يعود إلى الأرض فى آخر الزمان لإقامة دعائم الحق والعدل .
ان اختراع الشيعة لفكرة المهدي المنتظر ، أدى إلى قيام بنى أمية بحرب دعائية مضادة ، يقول عنها الأستاذ أحمد أمين فى كتابه ضحى الإسلام : " ورأينا للبيت الأموى مهدياً آخر لا يُسمى بالمهدى ولكنه يُلقب بالسفيانى وذاعت أخباره فى البيئات الأموية وغيرها ، وكان السفيانى المنتظر كالمهدى المنتظر ، قال فى الأغانى عن مصعب ، ان خالد بن يزيد بن هو الذى وضع خبر السفيانى وكبّره ، وأراد أن يكون للناس فيه طمع بعد أن غلبه مروان بن الحكم على المُلك وتزوج أمه .. إلخ ويقول : ومن أظرف ما حدث أنه لما قال الشيعة بالمهدى وقال بعض الأمويين بالسفيانى وضع بعض الشيعة الأحاديث بأن المهدى إذا خرج سيُقاتل السفيانى إذا خرج " فسيُبايع الناس المهدى بمكة بين الركن والمقام ثم إن المهدى يقول : أيها الناس أخرجوا لقتال عدو الله وعدوكم ، فوُضعت الأحاديث على هذا النمط رواها الطبرانى ورواها الحاكم وغيرهما " !!! ويُعقب الأستاذ أحمد أمين : " فنرى من هذا أن عقيدة المهدى فشت فى العلويين والأمويين والعباسيين ، وأخذت عند كل منهم لوناً خاصاً و كان لها أسباب سياسية واجتماعية ودينية " .ويقول الأستاذ أحمد أمين عن فكرة المهدى : " وهكذا كانت مؤامرة شنيعة أفسدوا بها عقول الناس " ثم يقول " حديث المهدى حديث خرافة وقد ترتب عليه نتائج خطيرة فى حياة المسلمين " فلا مهدى منتظر بعد محمدا صلى الله عليه وسلم ، ولابد من قرآن أو سنة صحيحة يؤيد معتقد القائلين بالمهدى المنتظر ، وإلا فليكفوا عن سخفهم ومهاتراتهم .
غيـر أنّ العلاّمة ابن خلدون ضعّف كلّ الأحاديث المتعلّقة بالمهدي المنتظر، ونفس الشّيء قام به رئيس المحاكم الشّرعية السّابق في قطر، المرحوم عبد الله بن زيد آل محمود، وقال لا مهدي ينتظر بعد محمد سيّد البشر. . ويقول فى كتابه الرائع " لامهدى يُنتظر بعد الرسول محمد خير البشر " : (( إن أحاديث المهدى ليست بصحيحة ولا صريحة ولا متواترة بل كلها مجروحة وضعيفة ، والجرح مقدم على التعديل وقد رجح أكثر العلماء المتأخرين خاصة أهل الأمصار بأنها كلها مكذوبة على رسول الله – صلى الله عليه وسلم - ، فهى أحاديث خرافة سياسية إرهابية ، صيغت وصُنعت على لسان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – صنعها غلاة الزنادقة لما زال الملك عن أهل البيت فأخذوا يُرهبون بها بنى أمية ويتوعدونهم بأنه سيخرج المهدى وقد حان وقت خروجه فينزع الملك عنهم ثم يرده إلى أهل البيت إذ أنهم أحق به وأهله ))
ثم يقول الشخ عبدالله بعد استعراضه للأحاديث التى يعتمد عليها المثبتون لفكرة المهدى : (( وإننا متى حاولنا جمع أحاديث المهدى التى يقولون بصحتها وتواترها بالمعنى وقابلنا بعضها ببعض لنستخلص منها حديثاً صريحاً فى المهدى فإنه يعسر علينا حصوله وكلها غير صحيحة ولا صريحة ولا متواترة بالمعنى بل هى متعارضة ومتخالفة ، وغالبها حكايات عن أحداث ، ومتى حاولت جمعها تحصل لك منها عشرون مهدياً صفة كل واحد غير الآخر مما يدل بطريق اليقين أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) لم يتكلم بها . منهم مثلاً
1-مهدى يخرج من اثنى عشر خليفة الذين يستقيم بهم أمر الدين .
2-ومهدى استخرجوه من حديث : " لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لبعث الله رجلاً منا يملؤها عدلاً كما مُلئت جوراً
3-ومهدى يقول فيه رسول الله – صلى الله عليه وسلم – " المهدى من عترتى من ولد فاطمة " .
4-ومهدى منا أجلى الجبهة أقنى الأنف
5-ومهدى يكون اختلاف عند موت خليفة فيخرج رجل من أهل المدينة إلى مكة فيُبايعون بين الركن والمقام
6 ومهدى يخرج من وراء النهر يُقال له : الحارث بن حران ، وعلى مقدمته رجل يُقال له : منصور يمكن لآل محمد كما مكنت قريش لرسول الله – صلى الله عليه وسلم -
7-ومهدى قال فيه رسول الله : " المهدى منا أهل البيت يُصلحه الله فى ليلة "
8- ومهدى قال فيه رسول الله : " إنا أهل البيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا وإن أهل بيتى سيلقون ذلاً وتشريداً من بعدى حتى يأتى قوم من المشرق معهم رايات سود فيسألون الحق فلا يُعطونه فيُقاتلون فينصرون ويُعطون ما سألوا فلا يقبلوها حتى يدفعوها إلى رجل من أهل بيتى فيملؤها قسطاً كما ملئت جوراً "
9-ومهدى أخواله كلب " أى قبيلة كلب " .
10- ومهدى قال فيه رسول الله : " لا مهدى بعدى إلا المسيح ابن مريم "
وبعد هذا الاستعراض يقول الشيخ عبدالله : " إعلم أن أحاديث المهدى تدور بين ما يزعمونه صحيحاً وليس بصريح ، وبين ما يزعمونه صريحاً وليس بصحيح ، وإننا بمقتضى الاستقراء والتتبع لم نجد عن النبى – صلى الله عليه وسلم – حديثاً صحيحاً يُعتمد عليه فى تسمية المهدى وأن الرسول – صلى الله عليه وسلم – تكلم فيه وقد نزه البخارى ومسلم كتابيهما عن الخوض فى أحاديث المهدى كما أنه ليس له ذكر فى القرآن لهذا لا ننكر على من أنكره وإنما الإنكار يتوجه على من اعتقد صحة خروجه ."
هناك بعض الاسئلة احاول ان اطرحها على اهل الايمان بظهور المهدي ، وهي ماموقع المهدي المنتظر في الايمان ؟ وهل الطعن في احاديث المهدي كفر ؟ وهل ابن خلدون ورئيس المحاكم الشرعية في قطر يعتبران كافران ؟ واذا لم يترتب كفر على الطعن بأحاديث المهدي فهذا يعني انها غير ثابتة ، فهل يقام الايمان على اساس غير ثابت . ومثلهم كمثل اهل الكتاب النصارى تعتبرون ان الايمان ناقص في قلب كل مسيحي اذا لم يؤمن بأن المسيح ابن الله .
ارتباط الفكر الشيعي ألصفوي بالفكر اليهودي
ولكي نزيد القضية توضيحا، فإنّ الحديث عن المهدي المنتظر استعير من منظومة أهل الكتاب في أيّام عجاف وظــروف حالكة، تحوّل الحكم فيها إلى ملك عضوض، وجبروت مطلق، وبدل التّصدّي لهذا الطّغيان باتّباع هـدي النّبي صلّى الله عليه وآله، عملت المنظومة الإسلامية على نشر فكـرة المهدي المنتظر التّي تسوّغ السّكــوت على المظالم، والرّضا بالقسمة إلى أن يعجّل الله سراح المهدي . [FONT='Arial','sans-serif'] لقد انتشرت القصص عن المهدي زمن الاسرة الصفوية بعد أن سيطرت علي زمام الأمور في إيران من عام 1051 حتى عام 1735 مـ وكانت علي دين الاثني عشرية فمكنت له في البلاد وجعلته المذهب الرسمي وفي ذلك الوقت ندبت الاسرة الصفوية علاّمة الشيعة المجلسي لتأييد المذهب فألف الكتب الطوال التي يدور معظمها حول رجعة الإمام وظهور القائم صاحب الزمان التي حشد فيها المجلسي ما افتراه الصهاينة من مفتريات حول رجعة المسيح الدجال وسماها أحاديث نبوية شريفة ثم اقتدي به كثير من الشيوخ الذين جاءوا من بعده فإستحوذ الإيمان بغيبة الإمام ورجعته وقدسيته في الدولة الصفوية)[/FONT]
[FONT='Arial','sans-serif'] قال الأستاذ محمود المراكبي في كتابه (( تسرب الفكر الباطني للشرائع السماوية )) لاشك أن معالم الأمر الخفي بدأت تتضح ،فالمهدي الشيعي بعد أن يهدم الكعبة ويقتل العرب يذهب للمدينة ويستخرج الشيخان فيصلبهما ثم يذهب الي أُورشليم لتعميرها وإقامة دعائمها لذا يستخرج التوارة والقصر الذي بناه داوود,اليهود مهما علا صوتهم لايستطيعون هدم المسجد الاقصي فهم في النهاية.. يخشون ايقاظ المسلمين من ثباتهم العميق ولكن ماذا لو تطوعت الشيعة للقيام بهذا الدور نيابة عنهم وهم أمام العالم مسلمون وعامة الشيعة البسطاء يتحركون من خلال عقيدة سطرتها أيدي اليهود الباطنيين وأعانهم عليها آيات قم ..تخبرنا الروايات الصحيحة عن رسول الله صلي عليه وسلم أن قوما بالمشرق يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم وكيف يأتيهم الخشوع وهم يعتقدون أنه محرف وان المصحف الحق مختفي في السرداب أن أفعال مهدي الشيعة المنتظر هي أفعال الدجال ويخرج من جهة الشرق وبالتحديد من خراسان ويساعده يهود اصبهان هل المسيخ الدجال الذي يعاونه يهود اصبهان هو مهدي الشيعة الذي سيعمل علي قتل العرب وهدم الكعبة وعمارة هيكل سليمان ففي كتابهم حق اليقين :(حين يظهر المهدي يبدأ حسابه وعمله أولاً من السنيين وخاصة ًالعلماء وذلك قبل الكافرين فيقتلهم جميعاً ويبيدهم عن آخرهم)ومن كتاب الانوار النعمانية :(لو يعلم الناس ما يصنع المهدي إذا خرج لأحب أكثرهم ألا يروه مما يقتل من الناس ،أما إنه لايبدأ إلا بقريش حتي يقول كثير من الناس هذا ليس من آل محمد فهو سيف قاطع بين العرب وعلي العرب شديد)) انتهي كلامه .[/FONT]
الشيعة الصفويين الذين يطابق مهديهم مهدي اليهود ، وقد كان ابن سبأ اليهودي الأصل لحمة الاتصال بين المؤامرات اليهودية مع كيد المجوسية ضد الإسلام ، ولكنه لم يكن أول الخيط ، فقد تأثر الفرس واليهود ببعضهم وامتزجوا وتلاحموا قبل الإسلام ، كذلك ومنذ أن سبي بختنصر اليهود تأثرت ديانات الفرس بما عند اليهود من سرية وتقية وتنظيم ، وتغلغل اليهود من القديم في هذه البلاد يُفسر لنا لماذا كانت بلاد فارس تمتاز بالفتن وكثرة الثورات ، والنقطة المفضلة لنزعات الوثوب والثورة مثل ثورة بابك وسابور ، واستمرار تغلغلهم بعد الإسلام كذلك ومن خلال الجمعية الشيعية جعلت من بلاد فارس منطقة ثورات للفرق الإباحية والملحدة وبعامة الخروج علي الدولة الإسلامية مثل المقنع وبابك الخرمي والحشاشون والبهائية والبابية.
فقد ذكر الرسول الكريم في احاديثه ظهور الدجال من مدينة اسمها اصفهان ، والفرس يدعون أن المهدي المنتظر يظهر من اصفهان أيضا . وفي زمن الصحابة عليهم السلام اعتقد الصحابة أن الدجال خرج منتحلا ًصفة بن صياد ومستترا ً في زيه وشكله وما كان هذا ينطلي علي الصحابة العظام الذين يرون بنور الله فغدو يقسمون بالله أن الدجال هو بن صياد ولعلهم كانوا صادقين . ورغم محاولاته المستميتة في الظهور بغير هذا المظهر ليتسنى له ممارسة هوايته في الكذب والتدليس وإيقاع الفتن أو تحريف العقائد ..رغم تلك المحاولات لم ينخدع الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين ..ولطمه سيدنا بن عمر وأستوحش منه سيدنا أبو سعيد الخدري ..ولما أخبر علماء السوس ،المسلمين أنهم لن يفتحوا مدينة السوس إلا إذا كان معهم الدجال بعثه سيدنا أبو موسى الأشعري رضي الله عنه فدق بن صياد الدجال الباب برجله كأن سيدنا أبا موسى يقول له لا تحاول لن نقتنع انك لست الدجال حتى لو جاهدت معنا!!
وبعد فتح السوس طار خبره بين الأحبار والحخاميم أن السوس قد فتحت ولن يفتحها إلا ملك اليهود الدجال فسارع إليه يهود منظمة القبالا أو الكاباليه مبتهجين بفك قيوده وعودته إليهم ،وشرعوا يحتفلون به في يهودية أصبهان عام 21من الهجرة ونصبوه ملكا ً..ولكن ملك علي قوم مشتتين مستضعفين تواجههم عديد من الأخطار والقوي المتربصة بهم ..فكان هذا التنصيب إيذانا ًببدء العمل الجاد الذي يستفتحون به علي العرب علي حد تعبيرهم.
ابن صائد هذا شاب يهودي دخل الإسلام في عهد الحياة النبوية الكريمة ،وقد اشتبه النبي صلي الله عليه وسلم في أمره لشدة شبهه بالدجال الذي يخرج في آخر الزمان ..وجملة القول أن النبي صلي الله عليه وسلم لم يوح إليه في أمر بن صياد شيء يؤكد أو ينفي أنه هو الدجال لذلك عندما حلف سيدنا عمر بن الخطاب أن ابن صياد هو الدجال لم يعترض ..ولم يؤيد ..وتدور الأيام بحلوها ومرها علي الدولة الإسلامية الفتية وينشغل النبي صلي الله عليه وسلم وصحابته الكرام بتوطيد سلطانها ،وبسط نفوذها علي البلاد المحيطة بالمدينة المنورة حتى إذا كان أحد الأيام في العام التاسع من الهجرة ..إذ بالرسول صلي الله عليه وسلم يجمع الصحابة في المسجد, فلما قضي صلاته جلس علي المنبر وقص عليهم قصة تميم الداري ذلك الرجل الذي كان نصرانياً فجاء وأسلم وبايع بعدما حدث له حدث غريب وفيه أن تميماً قابل الدجال الأصلي محبوساً موثقاً ومقيداً في جزيرة ما .. وكيف أن الدجال وكما قالت لهم الجساسة كان لخبرهم بالأشواق فكان أول ما تكلم لعنه الله أن سألهم عن علامات معينة في بلاد العرب وعن نبي الأميين ثم أخبرهم عن نفسه و انه هو المسيح الدجال وأنه يوشك أن يؤذن له في الخروج فيسير في الأرض فلا يدع قرية إلا هبطها في أربعين ليلة غير مكة وطيبة فهما محرمتان عليه )
ثم علق الرسول صلي الله عليه وسلم علي حكاية تميم فقال:(فإنه أعجبني حديث تميم انه وافق الذي كنت أحدثكم عنه وعن المدينة ومكة ) والحديث بتمامه رواه مسلم في الصحيح. وروي هذا الحديث غير واحد من الصحابة منهم أبو هريرة وجابر بن عبد الله وعائشة وفاطمة بنت قيس رضي الله عنهم أجمعين ..ولما توفاه الله إليه في عام 11هجرياً ،انشغل الصحابة من بعده في تثبيت دعائم الدولة وتوسيع رقعتها ،وكان مازال ابن صياد يعيش في المدينة وقد اسلم أو أظهر إسلاما بعد أن كان يهودياً وتزوج وأنجب وحج مع بعض الصحابة بل ويروي أنه جاهد معهم .. وبالرغم من ذلك كان الصحابة إذا ما ذكروه أو ذكروا فتنة الدجال ما زالوا يقسمون أن بن صياد هو الدجال ، بإصرار عجيب.. كان بن عمر رضي الله عنهما يقول:والله ما أشك أن المسيح الدجال هو بن صياد).أخرج أحمد من حديث أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال:(لأن أحلف عشر مرار أن الدجال هو بن صياد أحب إلىّ من أن أحلف واحدة أنه ليس هو).
مما حدا بالإمام البخاري ألا يُورد حديث تميم، علي الرغم من صحته واكتفي بإيراد أحاديث بن صياد..وحدا بالقرطبي(رحمه الله) أن يقول(الصحيح أن الدجال هو بن صياد بدلالة ما تقدم ،وما يبعد أن يكون بالجزيرة في ذلك الوقت ويكون بين أظهر الصحابة في وقت آخر)التذكرةصــ689 , ولكن حديث تميم رضي الله عنه - وهو صحيح - ينبئنا أن بن صياد وإن كان صورة طبق الأصل من الدجال و دجالاً في نفسه إلا أنه غير الدجال الأصلي . ويري ابن حجر العسقلاني أن (أقرب ما يُجمع به بين ما تضمنه حديث تميم وكون ابن صياد هو الدجال ،أن الدجال بعينه هو الذي شاهده تميم موثقاً وأن بن صياد شيطان تبدي في صورة الدجال في تلك المدة إلى أن توجه إلى أصفهان واستتر مع قرينه) و كلمة استتر التي ذكرها بن حجر رحمه الله تُعد تعبيرا ً ,عن طبيعة العلاقة بينهما فيبدو أن نوعاً من الترتيب تم بينهما ،وذلك بأن يظهر بن صياد إسلامه ثم يختفي ليتسنى لملكهم التجول بحرية في المدينة يدرس ويخطط ويدبر عن قرب .وسواء كان بن صياد الدجال او المهدي نفسه او تابع له فأننا امام حقيقة ان الدجال لم يكن بعيد ذهنياً ونفسياً عن حياة وأحداث وأخبار المدينة والصحابة فهو إما كان بين أظهر الصحابة علي حد تعبير بن حجر .
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم عن الدجال ((إنه خارج من خلة بين الشام والعراق فعاث يمينا ًوعاث شمالاً)) رواه مسلم من حديث طويل وقال صلي الله عليه وسلم عن اتباع الدجال ((سيتبعه سبعون ألفا من اصبهان))صحيح مسلم لماذا لم نسأل أنفسنا هذا السؤال كيف يخبرنا الرسول- وهو الصادق الأمين- أن الدجال يخرج من بين العراق والشام وهي بقعة عربية مسلمة ،وكيف يتبعه سبعون ألف يهودي من أصبهان وهي الآن في إيران وهي أيضا ًمن المفترض أنها بقعة مسلمة سبحا ن الله العظيم !! ما الذي يمنعه من الخروج من ارض فلسطين ؟ ففي زمن الدجال وكما ذكر بن القيم في (هداية الحياري ) سيجتمع اليهود في القدس ،ويكون لهم صولة ، وهو الأمر الحادث الآن .. لو كان الدجال سيخرج من تحت عباءة اليهود وبأسمهم فانه سيخرج من القدس حيث يمهدون اليهود لحكمه , ولو كان سيخرج من تحت عباءة النصارى فانه لن يجد أفضل من أوروبا أو أمريكا حيث يصكون خاتمه علي عملتهم الدولار الأمريكي من عشرات السنين..اما في حالة خروجه من الشرق فلن يجد افضل من يتبعه من الشيعة وهذا هو الحاصل سيخرج باسم المهدي المنتظر . .
فكرة المهدي في الحضارات القديمة
من اين بدأت فكرة المهدي المخلص وكيف انتشرت ؟ ان فكرة المهدي المنتظر ليست فقط من صنع الامويين والعباسيين ورجال الدين المنتفعين بالحكام في ذلك العصر ، وظهرت الى الوجود بصورة عبثية ، بل ان لها جذور تاريخية في ارض العراق ؟ ، وكيف تحولت هذه الفكرة والنظرية الى عقيدة في المذهب الشيعي . نظرية المهدي المخلص هي فكرة منذ القدم وتحولت الى عقيدة بمرور الزمن لازمت الفكر البشري ، والعراقيون بالذات هم اول من اعتقد بهذه الفكرة. انها إحدى المسلمات الرئيسية التي يمثل نقضها نقض الإيمان ذاته، لكل الديانات السماوية تقريبا . اذن ان فكرة المهدي قائمة منذ التاريخ الأول. وأول من نادى بها وثبتها هم العراقيون الاوائل. السومريون مهديهم المخلص (تموز) الذي بعد موته كل عام في (تموز) شهر الحر والجفاف، كان ينبثق من جديد في اول الربيع في (21 نيسان) ليجلب معه الحياة والخضرة والخصب. وظل تموز مخلص العراقيين طيلة حوالي الثلاثة آلاف عام خلال عصور السلاسلات العراقية المختلفة الاكدية والامورية والآشورية والكلدانية.
عند دراستنا لحضارة وادي الرافدين سنجد أن البذور الأولى لفكرة المهدي هي سومرية وبابلية ، وهي أصلا ثالث ناموس سومري بعد التكوين والقول بأن الخلق تم بكلمة " كن ". والسومريون قبل العباسيين بخمسة آلاف عام اظهروا هذه الفكرة . وقد كان افضل مافي ديانة العراق والشام قديما هي فكرة المخلص او المنقذ المسمى بتموز (بعل) الة الخصب الذي يهبط كل ربيع مبعوثا من الاله الاب (ايل) رب السماء لكي يخصب الاو الارض (عشتار) الهة الانوثة . وكان نبونيد ملك بابل الذي ابتنى له عاصمة دينية في جنوب بادية الشام ((التيماء) جمع حوله الزهاد والمريدين وراح يمضي وقته وهو يصلي ل( ايل) كي يبعث رسوله (البعل المخلص) ليهدي شعبه وينقذهم من الانحطاط والخراب المستشري بينهم . وقد اصبح الملك نبونيد مقدسا عند اتباعه ومريديه الكثير منهم يعتقدون بانه المهدي المنتظر صاحب الزمان الذي سيظهر ذات يوم لينقذ الناس من الظلم والجبروت والفساد . وفي سفر حزقيال ورد: " ورأيت نساءا يبكين على تموز" وتموز هو المخلص العراقي ومنهم يدعي انه النبي يس. وحزقيال جاء قبل العصر العباسي بأربعة عشر قرنا. والمسيح الذي سبق العصر العباسي ب 800 عام تقريبا هو أحد المهدويين المخلصين ايضا . وحتى ان ماني مؤسس الديانة المانوية ادعى أنه النبي المخلص الذي بشر به المسيح وأنه (خاتم الأنبياء) . قبل ثلاث قرون من ظهور الاسلام والنبي محمد (ص) وهذا تأكيد على ماجاء في قول عيسى عليه السلام في انجيله حول ظهور خاتم الانبياء محمد (ص ) لكن ماني ادعى انه هو الذي بشر به عيسى وليس غيره . الا ان مقتله وصلبه من قبل الامبراطور الفارسي دحض قوله على انه نبي الله وخاتم الانبياء . في تاريخ غير محدود بصورة تامة , بين (274-277) ميلادية , تم صلب (ماني) على أحد أبواب مدينة بيت العابات (جندشابور) في الأهواز , تم ذلك بقرار من الامبراطور الفارسي (برهام الأول) لأسباب سياسية طبعاً وبعد تحول (بابل) إلى مركز لدين عالمي واحتمال استعادتها من جديد لأمجادها السابقة , وما يشكله هذا من خطر على النفوذ الايراني . كذلك خوف رجال الدين الزرادشتيين الذين نقموا على (ماني) بسبب تأثيره المتزايد . لقد عذب (ماني) وصلب وقطعت أطرافه ثم احرقت جثته ونثر رماده . لكن المانويين ظلوا يعتقدون بصعوده إلى السماء مثل السيد المسيح , وسوف ينزل الى الارض مرة اخرى . ويعتبرون هذا اليوم مقدساً يصومون خلاله ثلاثين يوماً في شهر نيسان . فقد امن وصدق بها الزرادشتيون بانتظارهم عودة بهرا شاه واعتنقها مسيحيو الأحباش بترقبهم عودة ملكهم تيودور كمهدي في آخر الزمان وكذلك الهنود اعتقدوا عودة فيشنو ومثلهم المجوس إزاء ما يعتقدون من حياة (اوشيدر) وهكذا نجد البوذيين ينتظرون ظهور بوذا . وحتى برتراند راسل قال (إن العالم في انتظار مصلح يوحد العالم تحت علم واحد وشعار واحد) وكذلك الفيلسوف البريطاني الشهير (برنارد شو) بشر بمجيء المصلح في كتابه (الإنسان والسوبر مان) .
وحتى اليزيديون - الذين غيروا اسمهم في الوقت الحاضر الى الاْيزيديين ليثبتوا لاْهل الشيعية الذين يكرهون سماع اسم يزيد انهم ليسوا من اتباع يزيد بن معاوية ولاعلاقة لهم بهذا الاسم بتاتا - لازالوا يؤمنون بهذا المخلص ويتنظروه بإسم (خضر الياس). والمنداء (الصابئة) الديانة القديمة في العراق (وهي نشأت في منتصف الأف الثالثة قم) تؤمن بمهدي منتظر وهو السيد سيتيل (الإله سيت) وهو شيت إبن آدم (ع) وغالبا ما يرد إسمه بصفته العينية (عاذيمون) التي تعني إبن الإله.
إن فكرة ظهور المنقذ العظيم في آخر الزمان فكرة امن بها أصل الأديان الثلاث . فالحلم المسيحياني العبري ينهي الزمن التاريخي بحكم المسيح المنتظر الذي هو المخلص اليهودي الذي لاياتي من اجل البشر كلهمم بل ن اجل خلاص بني اسرائيل وحدهم ويحررهم من عبْ التاريج ويجعل منهم سادة على العالمين وان هذا المخلص يحمل هوية تثبت تحدره من الاسرة الداوودية . فالمخلص الاتي من اخر الزمان لابد ان يحمل خصائص يهوه وهي صفات انليل رب السومريين. ومخلص اليهود حسب آخر سفر في العهد القديم (سفر ملاخي) هو إيليا، الذي ينتظروه إلى اليوم. ومخلص المسيحيين هو المسيح ذاته، وإن ظهر بأسماء من قبيل مار الياس أو مارجرجيس. وهو عينه مخلص الإسلام السني (حيث ينتظرون ظهوره بصحبة المسيح عليه السلام الذي يقتل المسيح الاعور الدجال )، واخيرا ظهر لنا مهدي شيعي اخر وهو الإمام الثاني عشر – ابن الحسن العسكري. وهكذا نرى إن فكرة المهدي رافق المخيلة البشرية منذ وعيها الأول. وقد ظهر بأسماء عديدة منها:يس، ياسين، سِث، شيت، زوس، دوموزي، ، عاذيمون، أمانوئيل، مار إيل يس (مارالياس ) جي ار جي يس (جرجيس) ، خضر ... الخ.
ولكن هذا لايعني ان المهدي المنتظر هو فقط مهدي ال البيت ، فكل فئة وطائفة تؤمن بمهدي خاص بها ، وهو في الحقيقة كما قال الرسول (ص) المسيح الاعور الدجال .
احد المثقفين من الشيعة يقول في مقال له ( إن اعتقاد أهل الكتاب بظهور المنقذ في آخر الزمان لا يبعد أن يكون من تبشير أديانهم بمهدي أهل البيت (ع) كتبشيرها بنبؤة نبينا (ص) إلا إنهم اخفوا ذلك عنادا وتكبرا إلا من امن منهم واتقى ويدل على ذلك ما موجود في الكتاب المقدس . لقد تتبع أهل الكتاب أخبار المهدي كما تتبعوا أخبار جده (ص) فدلت أخبار سفر الرؤيا إلى امرأة يخرج من صلبها اثنا عشر رجلا ثم أشار إلى امرأة أخرى أي التي تلد الرجل الأخير الذي هو من صلب جدته وقال السفر إن هذه المرأة الأخيرة ستحيط بها المخاطر ورمز للمخاطر باسم ((التنين)) وقال (والتنين وقف أمام المرأة العنيدة حتى تلد ليبتلع ولدها متى ولدت)سفر الرؤيا 3:12 أي إن السلطة كانت تريد قتل هذا الغلام ولكن بعد ولادة الطفل. انه يدل وبوضوح على معرفة أهل الكتاب بالمهدي ثم اختلافهم فيها بعد في تشخيصه إذ ليس كل ما جاء به الإسلام قد تفرد به عن الأديان السابقة فكثير من الأمور الكلية التي جاء بها الإسلام كانت في الشرائع السابقة قبله.) .. وهذه العبارات التي جاءت في سفر الرؤيا لاعلاقة لها بالمهدي ، ولايمكن تفسيرها حسب منطق الشيعة بأنه المهدي المنتظر.
ومهدي الشيعة كما ورد في الروايات التي ذكروها في كتبهم تنهي عن التسمية الصريحة في المحافل والمجالس دون الالقاب والكناية وقد فصل عالمهم النوري في النجم الثاقب وذكر مائة واثنان وثمانين اسم ، اول هذه الالقاب بقية الله اعتمادا على قول الله في القران الكريم (بقية الله خير لكم ن كنتم مؤمنين) هود 86 انهم يفسرون قول الله حسب رغباتهم حيث يقول المهدي انا بقيةة الله في ارضه وخليفته وحجته عليكم ، فلا يسلم عليه مسلم الا قال : السلام عليك يابقي الله في ارضه . كما جاء ذلك في كتاب كمال الدين ج1 ص 231 . ويطلق عليه ايضا الحجة اعتمادا على قول سبحانه وتعالى (قل فلله الحجة البالغة) الانعام 149 . كما نقش على خاتمه حسب اعتقادهم ( انا حجة الله ) ثم لقب ايضا القائم بأمر الله لانه يقوم على اسم الله بالبركات وايضا لقيامه بالحق ، ويطلق عليه ايضا لقب الماء المعين اعتمادا على قول الله ( قل ارأيتم ان اصبح ماؤكم غورا فمن يأتيكم بماء معين ) الملك 30 ويراد ان علوم الله الخاصة والصافية في القياس والرأي والتحريف عنده . وايضا اطلق عليه لقب المنتظر لانهم من شيعته وينتظرون قدوم طلعته البهية على احر من الجمر . ولقب ايضا بصاحب الزمان لانه له الخلافة والهداية والولاية على طول الزمان . وثم امام العصر يراد بالعصر الزمان الذي يعيش فيه الانسان ، وهو امام عصرهم وزمانهم وامام كل عصر يعيشون في زمن غيبته وظهوره . ومن اهم السمات للمهدى المنتظر حسب المعتقد الشيعى ، انه سيحكم بشريعة داود وسليمان وبتوراة موسى ، ويحمل حجر موسى ، كما جاء ذلك فى كتاب الحجة من الاصول فى الكافى للكلينى الجزء الاول ص 397 . وهو من عمدة كتب الشيعة ،حيث عرضه على الامام المعصوم فقال هو كاف لشيعتنا . فالطعن به هو طعن بعصمة الامام المعصوم ، وهذا يعتبر كفرا عندهم . والكلينى متوفى سنة 329 هجرية ، وهو عندهم ثقة وقدوة . وقد وثق علماء المذهب الشيعى لكتاب الكافى للكلينى الذى وردت فيه الاحاديث التى تدل على يهودية المهدى المنتظر . قال ألشاطبي المالكي في كتابه (الموافقات) ((وكثير من الآيات اخبر فيها بأحكام كلية كانت في الشرائع المتقدمة وهي في شريعتنا ولا فرق بينهما )) ويقصد حول المهدي كما جاء ذكره في الكتب اليهودية التوراة وفي الاناجيل . فاليهود يؤمنون بنزول المسيح الدجال على اساس انه ربهم ، وهذا الدجال الذي حذرنا رسولنا محمد ص منه سيقوم بخوارق ليثبت لهم انه ربهم الاعلى ، وقد اخبرنا نبينا بأن كثيرا من المسلمين سوف يتبعونه . ذكر في الكافي بالإسناد : عن زرارة قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : وهو المنتظر ، غير أن الله عز وجل يحب أن يمتحن الشيعة ، فعند ذلك يرتاب المبطلون ، قال : قلت : جعلت فداك إن أدركت ذلك الزمان أي شي ء اعمل ؟ قال : يا زرارة إذا أدركت هذا الزمان فادع بهذا الدعاء :
(( اللهم عرفني نفسك ، فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف نبيك ، اللهم عرفني رسولك ، فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك ، اللهم عرفني حجتك ، فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني )) .
الكافي ج1ص337ح5.
اما فى كتاب (الغيبة) للنعمانى ، فقد جاء فيه بأن المهدى المنتظر يتكلم العبرية (اذا اذن الامام دعا الله بأسمه العبرانى) وجاء فى الارشاد للمفيد الطوسى ص 402 ((يخرج مع القائم عليه السلام من ظهر الكوفة سبعة وعشرون رجلا من قوم موسى ، وسبعة من اهل الهف ويوشع بن نون وسليمان ... الى الخ !! فيكونون بين يديه انصارا)) فالمهدى المنتظر اذن يحكم بشريعة ال داود (التوراة) ويبايع الناس على كتاب جديد . ففى كتاب الغيبة للنعمانى عن ابى جعفر انه قال (فوالله لكأنى انظر اليه بين الركن والمقام يبايع الناس بأمر جديد شديد ، وكتاب جديد ، وسلطان جديد من السماء) الغيبة للنعمانى ص 107 . أن مهدي الشيعة العسكري يتشابه مع منتظر اليهود والبروتستانت (الأصوليين المسيحيين) الذين يعتمدون علي التلمود المخترع والتوراة المحرفة بما يلائم تخطيطات ملك اليهود العسكري وحتى أن مصادر الشيعة الامامية عن الفتن والملاحم تتشابه لحد كبير مع الاصولية المسيحية واليهودية الصهيونية
1-أولا ًو من اخطر تلك الإشارات التي اتفق عليها الشيعة واليهود و النصارى هو هدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل ثانية ولم يرد إلينا أن ذلك حادث- كأهل سنة.- فها هو باسم الهاشمي (كاتب شيعي) بقول: تعتقد الأصولية المسيحية أن ثلاث إشارات لابد أن تسبق عودة المسيح: قيام اسرائيل ، واحتلال القدس ، واعادة الهيكل هيكل سليمان علي أنقاض المسجد الأقصى وقد ورد في مصادرنا الشيعية بناء هيكل سليمان كإحدي علامات ظهور المهدي المرتبط بنزول المسيح زماناً ومشروعاً) من كتاب يوم الخلاص (كتاب شيعي عن الملاحم )إن المهدي يخرج إرم ذات العماد والقصر الذي بناه سليمان بن داوود ويخرج التابوت والعصا .
2- ثاني تشابه عدم اعتراف أيا من اليهود والشيعة بوجود مسيح ضلالة يعني النصارى تعرفه ولكن اليهود والشيعة ينكرون وجوده فضلا عن خروجه لان كليهما يطلقون عليه أسماء ًأُخري
3-كل من المنتظرين طويلي العمر يمتد عمريهما لقرون عديدة وانه حين يخرج لن ينزل من السماء بل سيخرج من مكان ما في الأرض.
4- إن كلا من المنتظرين يعتقد اتباعه انه لن يخرج حتى يهيئ له اتباعه الأرض لاستقباله ليحكمها
5- أخبرنا لرسول صلي الله عليه وسلم أن أتباع الدجال سيخرجون من نفس موطن الملة الأولي أصفهان بإيران وسيتبعه أهل الملة الثانية اليهود كما سيخرج مهدي الملة الأولى الشيعي من نفس المكان الذي سيخرج منه المسيح الدجال او ملك الملة الثانية . وهذا الحديث يثبت لنا أن الشيعة واليهود ينتظرون نفس الشخص المنتظر .
وعندما يخرج المهدى يجتمع اليه الشيعة من كل مكان ، ويكون مكان اجتماعاتهم المدينة المقدسة (الكوفة) ويحيا الاموات من الشيعة ، ويخرجون من قبورهم لينضموا الى معسكر المهدى ( أي يجرجون جميعا ملايين الشيعة من مقبرة السلام في كربلاء ) لان يوم الرجعة هي يوم القيامة على الارض في اعتقادهم . ويخرج اصحاب النبى محمد (ص) من قبورهم فيعذبهم ، ويحاكم كل من ظلم بشيعة ( اهل البيت) ويقتص منهم ، وثم يقتل ثلثى العالم . وعندما يخرج المهدى تتغير اجسام الشيعة فيصير للرجل منهم قوة اربعين رجلا . وفى عهده تكثر الخيرات عند الشيعة ، وينبع فى الكوفة نهران من الماء واللبن ، وانه يستفتح المدن بتابوت اليهود ، ويخرج عصى موسى . وجاء فى الكافى ايضا عن ابى عبد الله عليه السلام يقول ((ان قائمنا اذا قام مد الله عز وجل لشيعتنا فى اسماعهم وابصارهم )) وفى بحار الانوار عن على بن الحسين عليهما السلام قال ((اذا قام قائمنا اذهب الله عز وجل عن شيعتنا العاهة ، وجعل قلوبهم كزبر الحديد ، وجعل قوة الرجل منهم قوة اربعين رجلا)) واخيرا يذكر الشيخ الطوسى والنعمانى عن الامام الرضى عليه السلام ((ان من علامات ظهور المهدى انه سيظهر عاريا امام قرص الشمس ، ويحمل حجر موسى )) حق اليقين لمحمد الباقر المجلسى ص 347 .
[FONT='Times New Roman','serif']واذا بحثنا عن فكرة ظهور المهدى نجد ان اول من نشرها بين صفوف الشيعة ، واشاع ظهوره على الملىء ، هو عبد الله ابن سبأ . والتاريخ يشرح لنا بالتفصيل كيف اقدم هذا اليهودى الذى ابدع فى القول بالتوقف والغيبة والرجعة . وكان فى الاصل من اهل الحيرة ، فأظهر الاسلام ، وهدفه السرى كان ضرب اسس الاسلام من الداخل لنصرة ديانته السابقة اليهودية . فذكر لهم انه وجد فى التوراة ان لكل نبى وصيا ، وان عليا وصى محمد (ص) ثم رفعه الى مرتبة الالوهية . ومن هنا جاءت فكرة الرجعة التى اطلق عنانها ابن سبأ فى الفكر الشيعى . ثم جاء بعده الشيعة الصفويين، وراحوا يتسابقون فى نشر هذه الدعوة والفكرة حول رجوع الامام المهدى الغائب [/FONT]
1 التعليقات:
يا بشرية انا بامر الله المهدى المنتظر المسيا و المخلص والمنقذ
زصاحب رمز الهرم اللى انتا حطة والعين التى كانت شاهدة
إرسال تعليق