Welcome to my blog, enjoy reading.

الجمعة، 5 فبراير 2010

وأمّا العلامات الكبرى فهي على الشكل الآتي:


عن حذيفة بن أُسَيْدٍ الغفاري رضي الله عنه قال: اطَّلَع النبيُّ صلى الله عليه وسلم علينا ونحن نتذاكر فقال: (ما تَذاكَرون ؟ قالوا: نَذْكُر الساعة، قال: إنها لن تقوم حتى تَرَوا قَبْلَها عَشْرَ آيات، فذَكَر الدُّخانَ، والدَّجّالَ، والدّابَّةَ وطلوع الّشمس من مغربها، ونزولَ عيسى بن مريم، ويأجوجَ ومأجوجَ، وثلاثةَ خُسوفٍ: خسْف بالمشرق، وخَسْف بالمغرب، وخَسْف بجزيرة العرب، وآخِرُ ذلك نارٌ تَخْرُجُ من اليَمَن، تَطْرُدُ الناسَ إلى محشرهم).
(رواه مسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجة)


* قال الطيبي رحمه الله نقلاً عن الحافـظ بن حجر في فتـح الباري: " هـذه أماراتٌ وعلاماتٌ للساعة إمّا على حصولها وقيامها، فمن أمارات قربها: الدَّجال، ونزول عيسى عليه السلام، ويأجوج ومأجوج، والخسف، ومن أمارات قيامها: الدُّخان، وطلوع الشمس من مغربها، وخروج الدّابة، والنار التي تحشرُ الناس ".

والحقيقة أنّ هذه الآيات العشر علامات على قرب موعد الساعة واقتراب وقوعها، منها ما ظهر وشاهدناه عياناً كالدّخان، والدّجّال والدّابة، ويأجوج ومأجوج ومنها ما يزال في عالم الغيب لا يعلم وقت ظهوره سوى الله جلّ شأنه.

فالدخان هو إشارة إلى ظهور صناعات جديدة ومعامل كبيرة ينطلق من أبراجها الدخان بكثرة، وكذلك ظهور اختراعات حديثة تعتمد أساساً في تشغيلها على موادّ قابلة للاشتعال كالبترول والفحم الحجري ينتج عن احتراقها الدّخان أيضاً. ويشير أيضاً إلى تطوير القديمة واختراع أسلحة جديدة ينتج الدّخان عن استعمالها، وآخر هذه الأسلحة الفتّاكة القنابل الذّرّية. فالدخان هو ميزة هذا العصر فلذلك يمكن تسمية عصرنا هذا بعصر الدخان.


* والدّجّال: هو ما يُسمّى اليوم بالاستعمار أو الرجل الأبيض وسيأتي تفصيل ذلك لاحقاً.


* والدّابّة: هي وسائط النقل الحديثة كالطّائرات والقطارات والسيارات والبواخر التي حلَّت بدلاً عن وسائل النقل القديمة مصداقاً لقوله تعالى في سورة التكوير: {وإذا العِشارُ عُطِّلَتْ} أي استغناء الناس عن الاعتماد على الجِمال وغيرها من الحيوانات في ركوبهم وسفرهم وتنقّلاتهم، واستبدالها بمخترعات حديثة أقوى وأسرع، كما يقول تعالى {وَخَلَقْنا لَهُم منِ مثلِهِ ما يركبون}



والحقيقة أن الأحاديث الشريفة التي تتضمَّن أنباء غيبية عن المستقبل لا يمكن لأيّ إنسان مهما كانت درجة علمه أن يعرف كيفية وقوعها قبل أن تقع وتظهر حقائقها للناس، خاصة تلك الأحاديث التي عَلَّمنا إيّاها المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام، وكانت تتعلق بكشوف أو رؤى رآها صلى الله عليه وسلم في منامه ومنها أحاديث الدَّجّال ويأجوج ومأجوج.

فمثلاً: رأى الرسول صلى الله عليه وسلم مرّةً في منامه أبا جهل في الجنّة، فقال عليه السلام: [ ما لأبي جهل والجنّة ] فلمّا أسلم ولدُه عكرمة بن أبي جهل أوَّل بذلك وعرف حقيقة الرؤيا بأنّ المقصود بالرؤيا عكرمة وليس أبو جهل.

وأكبر مثال على ذلك ما ذكره جابر بن عبد الله رضي الله عنه عن ابن صيّاد وقصّته مع الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبيه أبي بكر وعمر رضي الله عنهما اللذين اعتقدا أنَّه المسيح الدَّجّال وقال عمر رضي الله عنه للرسول صلى الله عليه وسلم: ائذَنْ لي فأقتله يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن يكن هو فلستَ صاحبه).

وهذا ما لم ينتبه إليه الكثير من علمائنا الأكارم فقاموا يشرحون هذه الأحاديث متمسِّكين بظاهر ألفاظها معتقدين أنَّها لا تقبل التأويل، فكانت النتيجة أنهم وضعوا شروحاً وتفاسير بعيدة عن الحقيقة قريبة من الخيال، غير قابلة التَّحقُّق والظهور. وممّا يؤكِّد أنّ أحاديث الدَّجّال كانت نتيجة كشوف ورؤى رآها النبي صلى الله عليه وسلم في منامه ما ورد في صحيح البخاري ومسلم، وإليك أخي نَصَّه: [ وأراني الليلة عند الكعبة في المنام:..... ثمّ رأيت وراءه رجلاً جعداً قططاً أعور العين اليمنى، كأشبه ما رأيت بابن قطن، واضعاً يديه على منكبي رجل يطوف بالبيت فقلت من هذا ؟ قالوا: المسيح الدّجَّال ]. والحقيقة أنَّ علم تأويل الرؤيا هو علم إلهي وهذا ما تعلّمناه من القرآن المجيد، يقول تعالى في سورة يوسف: {كذلك ولنعلمه من تأويل الأحاديث}.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

مواقع صديقه